كان هناك صندوقٌ مقلوبٌ في آخرِ المحطّة،
مدوَّنةٌ عليه لغةٌ لا تُمحى.
لا أحدَ يبلُغ دواخله،
ولا أنا أستَرجي الكشفَ
عن كنايته بدفعاتٍ واحدة.
الغم سري،
كما أنّ الرؤية معصمة،
والروحُ مُرتقِبٌ
لا يجرؤ على الغوص في اللامعروف.
لكن الحقيقةَ تتطاير من بين البشرية:
عجزًا،
رغمًا،
غدرًا،
كأنّها اكتماليةٌ لا تُختزل فراستها.
سري للغاية؛
ليس لأنّه شائك،
بل لأنّه يستوطن غافيًا خارج القاطرة،
ويتضلّل ليحجب أثر نظراته.
وفي الختام يبقى الصندوق:
متآكِلًا،
متهاونًا،
مشنوقًا،
يفصل أطيارَ غرابيله كعتمٍ لا يخمد،
وتتنـامى الغرابةُ في الحقيقة المنتظرة،
بين الظاهر واللا مظهر،
بين القدر واللا مقدَّر.
ويبقى أقداره يشجّي في الليل،
لا يرقد،
ولا يسرح روحه الأشَم.
وكأنَّ المخفيَّ يخرج عن معهوده،
لا يهزَم ولا يهمهم،
بل يُخلي سبيلَ الزمان ليتعمّق منه.
ويبقى كلّ شيءٍ مهندمًا،
كأنّ الحقائق أبَت أن تخرج للعلن.
فما بين الصندوقِ والقدر،
فراغاتٌ وثقوبٌ لا تمتلئ بسهولة،
ولا يدخلها الضوءُ بنعومة.
فلا يبقى إلّا كتمانٌ يتشبّت بنا،
ونصيغُ ما لا نستطيع الاعترافَ به،
ويحصّن خفاءً لا يدركُ طريقَ الخلاص ••
22/11/2025نوڤمبر
6:25م يوم السبت
پرشنگ أسعد الصالحي ✍️
مقالات أخرى للكاتب
لا توجد مقالات أخرى لهذا الكاتب.
“سري للغاية”
كان هناك صندوقٌ مقلوبٌ في آخرِ المحطّة،
مدوَّنةٌ عليه لغةٌ لا تُمحى.
لا أحدَ يبلُغ دواخله،
ولا أنا أستَرجي الكشفَ
عن كنايته بدفعاتٍ واحدة.
الغم سري،
كما أنّ الرؤية معصمة،
والروحُ مُرتقِبٌ
لا يجرؤ على الغوص في اللامعروف.
لكن الحقيقةَ تتطاير من بين البشرية:
عجزًا،
رغمًا،
غدرًا،
كأنّها اكتماليةٌ لا تُختزل فراستها.
سري للغاية؛
ليس لأنّه شائك،
بل لأنّه يستوطن غافيًا خارج القاطرة،
ويتضلّل ليحجب أثر نظراته.
وفي الختام يبقى الصندوق:
متآكِلًا،
متهاونًا،
مشنوقًا،
يفصل أطيارَ غرابيله كعتمٍ لا يخمد،
وتتنـامى الغرابةُ في الحقيقة المنتظرة،
بين الظاهر واللا مظهر،
بين القدر واللا مقدَّر.
ويبقى أقداره يشجّي في الليل،
لا يرقد،
ولا يسرح روحه الأشَم.
وكأنَّ المخفيَّ يخرج عن معهوده،
لا يهزَم ولا يهمهم،
بل يُخلي سبيلَ الزمان ليتعمّق منه.
ويبقى كلّ شيءٍ مهندمًا،
كأنّ الحقائق أبَت أن تخرج للعلن.
فما بين الصندوقِ والقدر،
فراغاتٌ وثقوبٌ لا تمتلئ بسهولة،
ولا يدخلها الضوءُ بنعومة.
فلا يبقى إلّا كتمانٌ يتشبّت بنا،
ونصيغُ ما لا نستطيع الاعترافَ به،
ويحصّن خفاءً لا يدركُ طريقَ الخلاص ••
22/11/2025نوڤمبر
6:25م يوم السبت
پرشنگ أسعد الصالحي ✍️
التعليقات