“هذا الصباح”

صورة الكاتب
بقلم: اعتماد الفراتي
التاريخ: 29 نوفمبر 2025 عدد المشاهدات: 1591
“هذا الصباح”

تخيّلتُني قيثارةً..

يضرب النسيم أوتارَها

بحنجرةٍ من ضوء

على شرفتي يصدح الدوريّ

ينظر نحوي يجيء يروحُ

على نفسه يستديرُ منتشيًا

هي تلك سماواتي

هي تلك صباحاتي

لها أقدُّ فتاتَ لغتي

يعلو ويهبط يدسُّ في كفّي وردةً

يحلّق في الفضاء

تخيّلتُني مساءً،

يُنعسُ عينَ النهار

فتصحو الأفكار

يضجّ الغروبُ بالأحمر

والأصفر، بلا لغوب

مؤلمٌ ما يوحي

موجعٌ ما يدّعي ويدعون

في جوانحه غضب مجنون

تخيّلتُني كهفًا

تقيمُ به تراتيلُ الأنبياء

تبلّلُ روحي بالدعاء

على وحدتي

تستيقظُ عينُ الليل

كمرآةٍ بصوتٍ وفم

كقصيدةٍ بروحٍ ودم

تطوف بي نسمةٌ،

بسمةٌ بلا كلم

قادمةٌ من صمتي

مغتربةٌ في رؤاي

عائدةٌ مني إليَّ

تخيّلتُني قمرًا

خلف نافذتي،

يلامس وهجُه خيطَ ستائري

من حوله تبرق عيونُ الحكايا

تلمعُ كالمرايا

يا قمري

متى يحينُ لقاؤنا؟

كيف نُرمِّم ما هدّتْهُ أيّامُنا؟

ما في الصبحِ نَفَس

والسماءُ غابة

تخيّلتُني جبينًا

كُتبت عليه أسماءٌ وعناوين

علّي أُصدّقُ أني مدينة

هونَ عليكَ يا أنا

لسنا هناك، ولا هنا

لا مكانَ، لا زمانَ لنا

كيف صرنا معًا؟

ما نحنُ إلا صرخةٌ بَرَقت

تكاثفت ضبابًا

تجمّعت غيمًا

فأنبتتْ روحَينا..

في أرضٍ غريبةٍ كئيبة

فرّتْ كذرّاتِ تراب

عن الکاتب / الکاتبة

اعتماد الفراتي
اعتماد الفراتي
شاعرة / العراق

مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى لهذا الكاتب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


“هذا الصباح”

بقلم: اعتماد الفراتي | التاريخ: 29 نوفمبر 2025

التصنيف: الشعر

تخيّلتُني قيثارةً..

يضرب النسيم أوتارَها

بحنجرةٍ من ضوء

على شرفتي يصدح الدوريّ

ينظر نحوي يجيء يروحُ

على نفسه يستديرُ منتشيًا

هي تلك سماواتي

هي تلك صباحاتي

لها أقدُّ فتاتَ لغتي

يعلو ويهبط يدسُّ في كفّي وردةً

يحلّق في الفضاء

تخيّلتُني مساءً،

يُنعسُ عينَ النهار

فتصحو الأفكار

يضجّ الغروبُ بالأحمر

والأصفر، بلا لغوب

مؤلمٌ ما يوحي

موجعٌ ما يدّعي ويدعون

في جوانحه غضب مجنون

تخيّلتُني كهفًا

تقيمُ به تراتيلُ الأنبياء

تبلّلُ روحي بالدعاء

على وحدتي

تستيقظُ عينُ الليل

كمرآةٍ بصوتٍ وفم

كقصيدةٍ بروحٍ ودم

تطوف بي نسمةٌ،

بسمةٌ بلا كلم

قادمةٌ من صمتي

مغتربةٌ في رؤاي

عائدةٌ مني إليَّ

تخيّلتُني قمرًا

خلف نافذتي،

يلامس وهجُه خيطَ ستائري

من حوله تبرق عيونُ الحكايا

تلمعُ كالمرايا

يا قمري

متى يحينُ لقاؤنا؟

كيف نُرمِّم ما هدّتْهُ أيّامُنا؟

ما في الصبحِ نَفَس

والسماءُ غابة

تخيّلتُني جبينًا

كُتبت عليه أسماءٌ وعناوين

علّي أُصدّقُ أني مدينة

هونَ عليكَ يا أنا

لسنا هناك، ولا هنا

لا مكانَ، لا زمانَ لنا

كيف صرنا معًا؟

ما نحنُ إلا صرخةٌ بَرَقت

تكاثفت ضبابًا

تجمّعت غيمًا

فأنبتتْ روحَينا..

في أرضٍ غريبةٍ كئيبة

فرّتْ كذرّاتِ تراب