الطفولة والكتابة لها….. الى تونس الخضراء مع الكاتبة الاستاذة فاطمة الزهراء بناني

صورة الكاتب
بقلم: کاتیا المنصور
التاريخ: 16 نوفمبر 2025 عدد المشاهدات: 243
الطفولة والكتابة لها…..  الى تونس الخضراء مع الكاتبة  الاستاذة فاطمة الزهراء بناني

الطفولة والكتابة لها

الى تونس الخضراء مع الكاتبة  الاستاذة فاطمة الزهراء بناني

الحوار : كاتيا المنصور / سورية

………………………………………………………………..

 

رغم أن لفظة “الطفل ” في أدب الأطفال یحیل المتابع الی أن الکتابة له نثرا وشعرا  یمر عبر مسالك طیعة لا وعورة فيها بمعنى قد تظن الاقلام التي تمتلك موهبة في السرد ورسم اللوحات الشعرية بمجال ادب الكبار أن بالمقدور أن تطلق عنان الابداع وتنتج للاطفال وما يشبع رغباتهم وبذلك تظفر تلك الاقلام بالمقروئية لنصوصهم واستمالة عقول ونفوس الاطفال ولكن الأمر ليس كذلك فالكتابة للأطفال يتطلب من الكاتب الخبرة ومعايشة عوالم الطفولة والاطلاع على قدراتهم اللغوية ومراحل الطفولة والجوانب التربوية والنفسية فما يستيغة طفل في الرابعة ( صورة ونصا) يختلف عن غيره وهكذا تصبح الكتابة للطفل طريقا بمنعطفات وتعرجات قد تخفق كثير من الاقلام فيه وتتعثر..لاستجلاء هذا الموضوع اجريت حوارا مع الكاتبة الاستاذ فاطمة بناني وهي  ابنة منطقة القصرين الأصيلة والمقيمة في تازركة وتتألق منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، كإحدى الرائدات في مجال التربية والأدب. شقت طريقها بدأب من مهنة التدريس الشريفة إلى موقع الإدارة المدرسية، حيث توجت مسيرتها التربوية بإدارة مدرسة “الأخلاق” قبل أن تحال إلى التقاعد. ولم يقتصر عطاؤها على حقل التعليم، بل امتد ليرسم بصمة أدبية لامعة. فهي كاتبة موسوعية أثرت المكتبات بمؤلفات عديدة راوحت بين أدب الطفل والكبار. حظيت إصداراتها القصصية بالعرض في محافل ثقافية مرموقة كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتلقت دعوات للإذاعة عبر أثير “صوت العرب”، كما نُشرت إبداعاتها في صحف عريقة كمثل “الأهرام”. كما شاركت بأفكارها في حوارات ثقافية عبر شاشات قنوات تلفزيونية مصرية مختلفة.

 

  • كيف تأتيكِ أفكار قصصكِ عادة؟ هل تستوحيها من التجارب الشخصية، أو ملاحظة عالم الطفل، أم من الخيال . شكرا على هذه الاستضافة الراقية.في مجلتكم الموقرة

-لا اكتب للأطفال فقط بل لي كتابات عديدة في البحث والنقد والرواية والقضة والشعر والخاطرة،لكن بحكم انتمائي الى سلك التعليم أخذت على عاتفي الكتابة للطفل،لما فيها من متعة. وتجديد..والكتابة للطفل هي مزيج من طفولة متبقية في داخلي،وبصمات ذكريات جميلة،وترسيخ للقيم والمبادئ السامية التي نشأنا عليها..وأخذ من حكايا الاجداد والجدات..وتأريخ لاحداث جميلة حصلت في طفولتي..أفخر بها….المهم هي فسيفياء من كل ما في الذهن من خيال واحلام ..ابسطها بسلاسة بين بدي الطفل

  • ما هو التحدي الأكبر في الكتابة للأطفال، وهم جمهور يمتلك فهمًا ومشاعر وعالمًا مختلفًا تمامًا؟

-التحدي الأكبر في الكتابة للطفل هو الاخذ بيده الى الأمان..فالكتابة له مسؤولية وأمانة..ولا بد أن يكون الكاتب شريكا للأسرة والمؤسسة التربوية يسهم من جانبه في توازن شخصية النشء وجعله يتعلق بالكتاب ويسمو الى مراقي الجمال والخيال،بهذه الكتب ان التي لابد ان تكون هادفة وموجهة ومشوقة،ومشبعة بالفضائل والعبر والدروس ولا بد أن يكون للكاتب بعد نظر بحيث ينبه لكل الظواهرالاجتماعية..والقضايا الحارقة للتوقي منها.كالتدخين والمخدرات.والتنمر.والاستعمال الخاطئ للحواسيب والوسائل التكنولوجية..كلها تصب في الترغيب في حب الكتاب الورقي وارجاع الاعتبار له

  • كيف تتأكدين من أن قصتكِ جذابة للطفل وفي نفس الوقت توصل الرسالة التعليمية أو الأخلاقية التي تهدفين إليها بشكل سليم؟

-انتمائي لسلك التعليم لمدة 38سنة جعلني املك محرارا يخول لي معرفة مشارب الطفل وانشغالاته،وميولاته.كما أنني أقرأ النص لأحفادي .واسأل طفولتي فيصفق قلبي اعجاب

  • ما الدور الذي تلعبه القصص في تشجيع الأطفال على حب القراءة؟ وحب الوطن و القیم وكيف تحاولين بصفتك كاتبة أن تولدي هذا الاهتمام لدى جمهورك

-الادب الموجه للطفل رسالة…لا بد أن ينزل الكاتب من علياىه ليخوض غمار القضايا التي تمس الطفل.. ويكتب ويعالج ويلتحم بالطفل في المدارس والمعاهد ورياض الأطفال ودور الثقافة لتاطيره وزرع المفضلة فيه وتشريكه في حوارات تمس مشاغله وشواغله.. والقيام بحملات تحسيسية يوعي فيها الطفلل بالشراكة مع المؤسسات الثقافية الحكومية والمجتمع المدني

  • برأيك، ما هي الفرص والتحديات التي يخلقها الذكاء الاصطناعي لإبداع الأطفال وكذلك للكتاب في مجال أدب الطفل؟ هل تعتقدين أن أدوات توليد القصص بالذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحل محل الكاتب البشري، أم ستكون مجرد مساعد إبداعي مفيد؟

-التكنولوجيا سيف ذو حدين إن لم نحسن استعمالها عادت علينا بالمضرة وهذا ما حصل. لذلك لا بد من تعليم الطفل حسن أستعمالها كقراءة القصص ومتابعة الدورات التكوينبة في الكتابة والرسم وصناعة المحتوى بصقة عامة..وأنا على ثقة من طفل اليوم قادر إذا وجد التوجيه السليم…أما في صناعة قصص عن طريق الذكاء الاصطناعي ففيها خيانة للمشاعر وتهميش لها حتى تصبح جافة متصحرة،وحتى الإستعانة به فهي تعود الكاتب على عدم الاعتماد على قريحته وكتاباته.الكتابة الحقيقية هي ما يجس به يكتبه بمقلمة جوارحه وبحبر دمه..لذلك قيل ان الادب ماساة او لا يكون تنبع من داخل الكاتب مصورة مٱسي الافراد والجماعات والشعوب..الكتابة رسالة نسأل عليها يوم القيامة .فلا بد أن تكون أصلاحا وتقويما لا مدعاة للانحراف والانحلال. 5

  • ما هي نصائحك العملية للكتاب الشباب والجدد الذين يرغبون في دخول مجال الكتابة للأطفال؟

-اشجع كل قلم شاب ان يقرا في كل المجالات. حتى يثقف نفسه ويكون شخصية قوية ذات كاريزما تدعمها الموهبة وبذلك يصبح متكلما مقنعا وكاتبا محترما مبدعاً ومثقفا فذا.كل من إراد ان يكتب للطفل لا بد من قراءة قصص الأطفال ثم محاكاتها كتابيا كإعادة سرد الأحداث بأسلوبه الخاص ثم يقرا ويقارن ويعدل…ويستعين باشخاص مقربين في مجال الكتابة او يشارك في كورسات لكتابة القصة. في النهاية شكرا لكم هذه اللفتة الكريمة التي أسعدتني شكرا للقاء الراقي ولمحاورتي الجميلة كاتيا منصور ولكل الفريق الساهر على المجلة الهادفة لكم كل الود والورد والحب.. وإلى اللقاء في مواعيد لاحقة ان شاء الله.

اشكركم أنا الكاتبة التونسية فاطمة الزهراء بناني.

 

عن الکاتب / الکاتبة

کاتیا المنصور
کاتیا المنصور
باحثة/ سوریة

مقالات أخرى للكاتب

الاستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي في كتابه الجديد “” الاعلام الجديد ووسائل التواصل”

الاستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي في كتابه الجديد “” الاعلام الجديد ووسائل التواصل”

الاستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي في كتابه الجديد “” الاعلام الجديد ووسائل التواصل” الحوار :…

صورة الكاتب کاتیا المنصور
15 نوفمبر 2025
اقرأ المزيد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الطفولة والكتابة لها….. الى تونس الخضراء مع الكاتبة الاستاذة فاطمة الزهراء بناني

بقلم: کاتیا المنصور | التاريخ: 16 نوفمبر 2025

التصنيف: أدب الأطفال

الطفولة والكتابة لها

الى تونس الخضراء مع الكاتبة  الاستاذة فاطمة الزهراء بناني

الحوار : كاتيا المنصور / سورية

………………………………………………………………..

 

رغم أن لفظة “الطفل ” في أدب الأطفال یحیل المتابع الی أن الکتابة له نثرا وشعرا  یمر عبر مسالك طیعة لا وعورة فيها بمعنى قد تظن الاقلام التي تمتلك موهبة في السرد ورسم اللوحات الشعرية بمجال ادب الكبار أن بالمقدور أن تطلق عنان الابداع وتنتج للاطفال وما يشبع رغباتهم وبذلك تظفر تلك الاقلام بالمقروئية لنصوصهم واستمالة عقول ونفوس الاطفال ولكن الأمر ليس كذلك فالكتابة للأطفال يتطلب من الكاتب الخبرة ومعايشة عوالم الطفولة والاطلاع على قدراتهم اللغوية ومراحل الطفولة والجوانب التربوية والنفسية فما يستيغة طفل في الرابعة ( صورة ونصا) يختلف عن غيره وهكذا تصبح الكتابة للطفل طريقا بمنعطفات وتعرجات قد تخفق كثير من الاقلام فيه وتتعثر..لاستجلاء هذا الموضوع اجريت حوارا مع الكاتبة الاستاذ فاطمة بناني وهي  ابنة منطقة القصرين الأصيلة والمقيمة في تازركة وتتألق منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، كإحدى الرائدات في مجال التربية والأدب. شقت طريقها بدأب من مهنة التدريس الشريفة إلى موقع الإدارة المدرسية، حيث توجت مسيرتها التربوية بإدارة مدرسة “الأخلاق” قبل أن تحال إلى التقاعد. ولم يقتصر عطاؤها على حقل التعليم، بل امتد ليرسم بصمة أدبية لامعة. فهي كاتبة موسوعية أثرت المكتبات بمؤلفات عديدة راوحت بين أدب الطفل والكبار. حظيت إصداراتها القصصية بالعرض في محافل ثقافية مرموقة كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتلقت دعوات للإذاعة عبر أثير “صوت العرب”، كما نُشرت إبداعاتها في صحف عريقة كمثل “الأهرام”. كما شاركت بأفكارها في حوارات ثقافية عبر شاشات قنوات تلفزيونية مصرية مختلفة.

 

  • كيف تأتيكِ أفكار قصصكِ عادة؟ هل تستوحيها من التجارب الشخصية، أو ملاحظة عالم الطفل، أم من الخيال . شكرا على هذه الاستضافة الراقية.في مجلتكم الموقرة

-لا اكتب للأطفال فقط بل لي كتابات عديدة في البحث والنقد والرواية والقضة والشعر والخاطرة،لكن بحكم انتمائي الى سلك التعليم أخذت على عاتفي الكتابة للطفل،لما فيها من متعة. وتجديد..والكتابة للطفل هي مزيج من طفولة متبقية في داخلي،وبصمات ذكريات جميلة،وترسيخ للقيم والمبادئ السامية التي نشأنا عليها..وأخذ من حكايا الاجداد والجدات..وتأريخ لاحداث جميلة حصلت في طفولتي..أفخر بها….المهم هي فسيفياء من كل ما في الذهن من خيال واحلام ..ابسطها بسلاسة بين بدي الطفل

  • ما هو التحدي الأكبر في الكتابة للأطفال، وهم جمهور يمتلك فهمًا ومشاعر وعالمًا مختلفًا تمامًا؟

-التحدي الأكبر في الكتابة للطفل هو الاخذ بيده الى الأمان..فالكتابة له مسؤولية وأمانة..ولا بد أن يكون الكاتب شريكا للأسرة والمؤسسة التربوية يسهم من جانبه في توازن شخصية النشء وجعله يتعلق بالكتاب ويسمو الى مراقي الجمال والخيال،بهذه الكتب ان التي لابد ان تكون هادفة وموجهة ومشوقة،ومشبعة بالفضائل والعبر والدروس ولا بد أن يكون للكاتب بعد نظر بحيث ينبه لكل الظواهرالاجتماعية..والقضايا الحارقة للتوقي منها.كالتدخين والمخدرات.والتنمر.والاستعمال الخاطئ للحواسيب والوسائل التكنولوجية..كلها تصب في الترغيب في حب الكتاب الورقي وارجاع الاعتبار له

  • كيف تتأكدين من أن قصتكِ جذابة للطفل وفي نفس الوقت توصل الرسالة التعليمية أو الأخلاقية التي تهدفين إليها بشكل سليم؟

-انتمائي لسلك التعليم لمدة 38سنة جعلني املك محرارا يخول لي معرفة مشارب الطفل وانشغالاته،وميولاته.كما أنني أقرأ النص لأحفادي .واسأل طفولتي فيصفق قلبي اعجاب

  • ما الدور الذي تلعبه القصص في تشجيع الأطفال على حب القراءة؟ وحب الوطن و القیم وكيف تحاولين بصفتك كاتبة أن تولدي هذا الاهتمام لدى جمهورك

-الادب الموجه للطفل رسالة…لا بد أن ينزل الكاتب من علياىه ليخوض غمار القضايا التي تمس الطفل.. ويكتب ويعالج ويلتحم بالطفل في المدارس والمعاهد ورياض الأطفال ودور الثقافة لتاطيره وزرع المفضلة فيه وتشريكه في حوارات تمس مشاغله وشواغله.. والقيام بحملات تحسيسية يوعي فيها الطفلل بالشراكة مع المؤسسات الثقافية الحكومية والمجتمع المدني

  • برأيك، ما هي الفرص والتحديات التي يخلقها الذكاء الاصطناعي لإبداع الأطفال وكذلك للكتاب في مجال أدب الطفل؟ هل تعتقدين أن أدوات توليد القصص بالذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحل محل الكاتب البشري، أم ستكون مجرد مساعد إبداعي مفيد؟

-التكنولوجيا سيف ذو حدين إن لم نحسن استعمالها عادت علينا بالمضرة وهذا ما حصل. لذلك لا بد من تعليم الطفل حسن أستعمالها كقراءة القصص ومتابعة الدورات التكوينبة في الكتابة والرسم وصناعة المحتوى بصقة عامة..وأنا على ثقة من طفل اليوم قادر إذا وجد التوجيه السليم…أما في صناعة قصص عن طريق الذكاء الاصطناعي ففيها خيانة للمشاعر وتهميش لها حتى تصبح جافة متصحرة،وحتى الإستعانة به فهي تعود الكاتب على عدم الاعتماد على قريحته وكتاباته.الكتابة الحقيقية هي ما يجس به يكتبه بمقلمة جوارحه وبحبر دمه..لذلك قيل ان الادب ماساة او لا يكون تنبع من داخل الكاتب مصورة مٱسي الافراد والجماعات والشعوب..الكتابة رسالة نسأل عليها يوم القيامة .فلا بد أن تكون أصلاحا وتقويما لا مدعاة للانحراف والانحلال. 5

  • ما هي نصائحك العملية للكتاب الشباب والجدد الذين يرغبون في دخول مجال الكتابة للأطفال؟

-اشجع كل قلم شاب ان يقرا في كل المجالات. حتى يثقف نفسه ويكون شخصية قوية ذات كاريزما تدعمها الموهبة وبذلك يصبح متكلما مقنعا وكاتبا محترما مبدعاً ومثقفا فذا.كل من إراد ان يكتب للطفل لا بد من قراءة قصص الأطفال ثم محاكاتها كتابيا كإعادة سرد الأحداث بأسلوبه الخاص ثم يقرا ويقارن ويعدل…ويستعين باشخاص مقربين في مجال الكتابة او يشارك في كورسات لكتابة القصة. في النهاية شكرا لكم هذه اللفتة الكريمة التي أسعدتني شكرا للقاء الراقي ولمحاورتي الجميلة كاتيا منصور ولكل الفريق الساهر على المجلة الهادفة لكم كل الود والورد والحب.. وإلى اللقاء في مواعيد لاحقة ان شاء الله.

اشكركم أنا الكاتبة التونسية فاطمة الزهراء بناني.