خارجَ النصِ

دائمًا أسيرُ وحدي برفقةِ أشجارٍ من الذّاكرة ذاتِ ثمرٍ بعضُهُ نضجَ لكنَّ القدر وهبهُ لغيري، وبعضٌ منهُ صارَ رفيقي يسألني مرات عدة عن ماضٍ قد شاخَ، ولمّا ألجّ في السّؤال أخبرتهُ أنّهُ هناكَ قربَ تلّةِ الخلودِ فهل رأيتَ نبضًا في اللحودِ؟ نعم ففي الشّعرِ خلود! الحبُّ الصّادقُ لا يميلُ مع الرّيحِ، جذرهُ ثابتٌ وفرعهُ يعانقُ […]

( صدى الجحيم )

الفراشاتُ العالمُ الخفي في حضني منذُ أن ولدت.. وعلى أرصفة التمني تهطلُ تلك النجيمات بوجلٍ وتدنو بصمتٍ مني… ألمطرُ يعزفُ لي أغنيةُ الأغتراب فأرتدي وشاح الزمن حينٓ يكونُ ظلامهُ أشدُ وطأةً من جبل فرهاد وليلهُ أثقلُ من تلة زرادشت… لم يعد يغريني الوقت بهبات الماضي ولا ألليل بنسيان أرقي… لتقف الغرابيبُ على شجرة روحي ويبقى […]

من أجلِ أن نحيا

من أجلِ نفسِكِ، ليسَ لأنَّ الشَّمسَ تَسكُنُ فوقَ النَّوافِذِ، بل لأنَّ ضَوءَها يَسقُطُ على يَدَيْكِ، فَيَصيرُ نُورًا يَتَكَلَّمْ. من أجلِ رَغيفٍ صَغيرٍ يُقسَمُ بَينَكَ وَبَينَ مُحِبِّيكَ، دونَ أن يَتَقَزَّمْ. من أجلِ قَهوَةٍ تَغلي في صَمتِ الانتِظارِ، ورائحَةِ خُبزٍ تَصعَدُ مِن مَوقِدِ الأُمَّهاتِ، بِشُموخِها المُعَظَّمْ. من أجلِ طِفلٍ يُلَوِّحُ بِعَصًا، يَظُنُّها سَيفًا، ويَكتُبُ على الرَّملِ: سَنَرجِعْ، […]

غَازِلْني قَلِيلَا

تغزَّلْ تغزَّلْ تغزَّلْ قليلا لعلَّ الصّباحَ يصيرُ جميلا لعلَّ ابتسامًا يعانقُ ثغري لعلَّ اشتياقًا حريقًا بِصَدري يصيرُ سلامًا وموجةَ بردٍ تُهدّي الولوعَ وتُطفي الغليلا لعلّ مكانًا يُنادي علينا يكونُ ظلامًا يصيرُ ضياءً إذا ما التَقينا لعلَّ مكانًا نرنو إليهِ يكونُ صحارى يصيرُ مروجًا وغابةَ عطرٍ وظلًّا ظليلا لعلَّ مكانًا أُجالِسْكَ فِيهِ يدي في يديكَ ربيعٌ […]

شظايا النور في حضرة السرّ

انكسرت عيناك في فجرٍ لا أعرف اسمه، فتناثرت الأرواح كزجاجٍ يلمع تحت أقدام الغيب. الروح تشرق… لا في حضورك، بل في تلاشيها إليك. كوثرٌ يسيل من جفنيك، يسكر به الوجود، فتتوضأ الأكوان بنداك. هل كنت نَفَسًا تاه من فم الله، أم برقًا أقدم من الخليقة، يحترق في عتمة قلبي ليصير صلاة؟ منذ أن رأتك العينُ […]

الريح التي لا تأتي

الريح التي لا تأتي، هي الريح التي لا تملك جناحيها. كان يجيءُ ويروح  يروحُ و يجيء فاتحًا ذراعيه للرّيح. يعيشُ حياتهُ مثلَ طلقةِ رحمةٍ لعالَمٍ يحتضر  تتمنّى لنفسِها طلقةَ رحمة!   كلُّ شيءٍ سيمضي، يتلاشى  وحدَها الطلقةُ ستبقى  سيدةَ العالم الأسفل و الأوسط و الأعلى  . كان يروحُ و يجيءُ كأنّما يمتحنُ الريحَ بذراعيه. هذا الشيءُ […]

أنين النهر

لشحته  يسري الماء متحسرًا في عروق النهر  مرتجيًأ عطفك ياضمير: ضفتيه شاهد حي  على الخثرة والتصلب، شطوطه تكسوها النفايات  طافية لترغمه على التجلط،  إلى طبيب أنهارنا ايها الوزير: خشية على قلبه من الجفاف والموت جُد عليه بإنسانيتك … فك خثرته بقسطرة لكل عقل بشري خاو  تسبب في جلطة للسقي والانحسار  وتفشي الأوبئة

أجنحة من ذرة أوكسيجن

اهادن فؤاده في هشاشة هذا الصوت الذي يطوق عنق  كل الصبايا حين يتأملن انوثتهن في أعين الفتى الزهري الذي يحرس فراشة ترقص فوق مائدة على لحن دون سمات بيدين قمحيتين يلملم بقايا طقوس الشوق التي  راودت كل ابجديات الكلام حين ملأ قارورة ظمأه برضابها وبقي يجوب حشرجات أنفاسه  إذا سيدس أمنية يتيمة تنغرس في خاصرة النشوة شاهرا […]